احذروا

..هؤلاء اصبحوا شركاؤكم في تربية أطفالكم .

جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب صحيفة فيها شيء من التوراة وقال ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية، لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي  (

ما الذي أغضب النبي صلي الله عليه من ذلك ؟ أليست القراءة والاطلاع على الثقافات الأخرى شيء محمود ومفيد ؟؟ !!

بوضوح شديد غضب النبي من تصرف عمر بن الخطاب مخافة التأثر من توجيهات التوراة والمعلوم والثابت انها محرفة ومضللة فاذا كانت سليمة فلماذا بُعث النبي إذا ، خاف النبي علي تشتت أذهان أصحابه والأجيال من بعدهم ، خاف النبي من أن يصاب اصحابه بالحيرة بين القرآن وتوجيهاته وبين التوراة المحرفة وتوجيهاتها ، وهذه الحيرة وهذا التشتت بالطبع سيكون لهما آثار سلبية علي الشخصية التي يريدها النبي صلي الله عليه وسلم خاصة في بداية فجر وانطلاق الدعوة الاسلامية .

اقتدى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالنبي صلي الله عليه .

القدوة في ضرورة مراجعة وتقييد كل ما يُعرض علي العامة من مواد علمية وأفكار قد يكون فيها الضرر بالمسلمين ، هذا واضح جلي عندما استدعى كاتب كتاب دنيال وعنفه ، وقرأ عليه هذه الآيات ثلاث مرات ( بسم الله الرحمن الرحيم آلر * تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص . . . ) ، ثم أمره بمحو ما نسخ وأن لا يقرأه على الناس وإلا عوقب بأشد العقوبة .

هل لا يجب علينا اذا التعرف على الثقافات الأخرى ؟

باختصار هذا شأن المتخصصين والعلماء الذين لا يُخاف عليهم من التشتت والحيرة وفي الأمر ضوابط وأحكام ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق الناس بها كما اخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم .

وما علاقة ذلك بتربية الأطفال ؟

أصبحت المؤثرات علي حياة أطفالنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة وذات تأثير عال جدا يكاد الآباء والامهات والمربُّون لا يستطيعون ملاحقته فضلا عن فهمه وإدراكه أصلا ، وبالتالي أصبحت الخطورة كبيرة علي تكوين شخصية أطفالنا وعقولهم وإدراكهم للأمور وبالتالي على سلوكياتهم في المواقف المختلفة ، فالإنسان عموما يتصرف وفق إدراكه وعلمه وخبراته .

ما هي هذه المؤثرات التي أصبحت شريكة لنا في تربية وتعليم الاطفال ؟

نحاول هنا حصرها مبدأيا كالآتي :-

المدرسة والحضانة والسنتر التعليمي والمعلمون الخصوصيون للمواد الدراسية والمواقع والصفحات والقنوات التعليمية الموجهة والغير موجهة .

القنوات التلفزيونية وما بها من أفلام ومسلسلات ومنوعات .

المواقع والصفحات والقنوات الترفيهية الموجهة والغير موجهة على شبكة الانترنت.

صفحات السوشيال ميديا المختلفة التي يصل اليها الأطفال .وخصوصا الفيديوهات القصيرة علي الفيس بوك واليوتيوب .

الألعاب الالكترونية وتطبيقاتها المختلفة .

الجيران والأقارب الذين يتعامل معهم الاطفال.

البيئة الموجود بها الطفل (أصحابه – البقال – التجار الذين يراهم الناس في الشارع …الخ )

الأندية الاجتماعية والملعب والشارع .

أصدقاء الآباء والأمهات المترددون علي الأسرة .

كل هؤلاء أصبحوا شركاء في عملية تربية وتوجيه سلوك أطفالنا ونحن لا ندري أصلا .

مجرد صحيفة رآها النبي في يد عمر بن الخطاب الرجل الثاني في أصحابه أغضبته خوفا علي أصحابه وتكوين شخصياتهم ، فكيف بكل هذه المؤثرات التي تعمل علي عقول وسلوك أطفالنا ليلا ونهارا بلا رقيب ولا حسيب .

نصيحة من القلب .

أساليب زمان ليس بالضرورة أن تنفع مع أطفال هذه الأيام ، فضروري جدا التسلح بفنون ومهارات وأدوات التربية وتعديل السلوك حتي نحمي أبنائنا من هذا الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي الذي نتعرض له جميعا .

أطفالنا ضحايا ونحن مسئولون عن حمايتهم ، حتي لا نندم وقت لا ينفع الندم .

لا ينبغي أن يقول أحد احنا كنا ملائكة وبنسمع الكلام وبنرضي بأي شيء .

القضية كلها إنه زمان كان المجتمع مختلف عن الآن كليةً ( الثقافة والبيئة والفن والجيران والمدارس والتلفزيون .

شاركوا هذا المقال لتعم الفائدة وننقذ ما يمكن انقاذه .

  • Related Posts

    كيف يكون القرب من الله سببا في تربية الأبناء

    القرب من الله هو أساس متين لتربية الأبناء، حيث يؤثر بشكل مباشر على القيم والمبادئ التي يتم غرسها في نفوسهم. إليك كيف يمكن أن يكون القرب من الله سببًا في…

    Read more

    التقليد الأعمى لروّاد الميديا لاسيما اليوتيوب والتيك توك

    التقليد الأعمى لروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على يوتيوب وتيك توك، أصبح ظاهرة منتشرة بين الأطفال والمراهقين، وقد يكون لهذا التقليد آثار إيجابية وسلبية. من المهم توعية الأبناء وتمكينهم من…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *