
دائما تتعالي الدعوات للآباء والامهات للمطالبة بإحسان تربية الاطفال والقيام بهذا الدور على أكمل وجه ، ولكن للأسف قليلة هي الدعوات التي تطالب بالعناية بالآباء والامهات خاصة الشباب منهم ، فلقد صاروا في أمس الحاجة للعناية والتأهيل والدعم حتي يستطيعوا القيام بالمهمة العظيمة الملقاة على عاتقهم .
انها الطبقة المطلوب منها دائما أن تقدم وأن تعطي وأن تبذل وأن تضحي بدون مقابل
و رغم الدور المنوط بها أصبحت تعاني من مشكلات وتعقيدات كبيرة ( اجتماعية – مادية – عملية – نفسية …الخ ) دون أن تجد من يهتم لحالها أو يلبي رغباتها أو يناقشها في طموحاتها .
لا نقصد المسنين من الآباء والأمهات رغم ظروفهم الصعبة أيضا .
ولكن الظروف الأصعب الآن أصبحت لشباب الآباء و الأمهات حيث تعددت وتنوعت مشكلاتهم علي المستوي الفردي والاسري والاجتماعي ما بين مشكلات اقتصادية واجتماعية ونفسية ومهنية ، وبالطبع ينعكس كل ذلك علي المهمة الاسمى المطلوبة منهم وهى تربية الابناء وتشكيل وجه المستقبل .
وزادت الامور صعوبة وتعقيدا في الربع قرن الاخير وربما كان لثورة التكنولوجيا والمعلومات والاتصال دورا هاما في هذا التعقيد حيث تسارع ايقاع الحياة وزاد الاهتمام بالمادة والمال وقل الاهتمام بالقيم والمبادئ .
وشعار الحياة المادي عمق وضع قضية التربية في ذيل الاهتمامات وهذا انتج لنا أجيال ضعيفة أخلاقيا ومنهزمة نفسيا وغير مسئولة ( الا من رحم ربي ) ، وهذه الاجيال بطبيعة الحال الفطري تزوجت وأنجبت ووجدت نفسها مسئولة عن أسرة واصطدمت بالواقع المرير والمسئولية رغم قلة تأهيليها واستعدادها ، وكانت النتيجة ارتفاع معدلات الانفصال والطلاق وما يتبعه من تشريد للأبناء وتدمير للمجتمع .
والذين ينجحون في البقاء علي قيد الزواج يعانون من تعقيدات الحياة وصعوبة عملية التربية في ظل مشاركة السوشيال الميديا لهم في تشكيل وتربية الابناء .
انها ليست دعوة للتشاؤم والمندبة ولكن دعوة للبحث عن حلول للخروج من هذا النفق .
يا ريت المهتم بالقضية يشاركنا بأفكاره وتعليقاته وتجاربه فربما تكون سببا في للتفريج عن البعض وتلمس الطريق الصح .